بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 28 أبريل 2009

نحيب غصن الزيتون ودماء غزة تسقيه أم تدميه

نحيب غصن الزيتون ودماء غزة تسقيه أم تدميه
د . هند بنت عبدالله آل ثنيان
في كل يوم، في كل ساعة، بل في كل لحظة من كل ساعة، لن أقول شكراً لكل جزء من حياة البشر، وكيف لي ذلك ودماء غزة تنزف، وبطش من عدُّوا أنفسهم من فصيلة البشر بات واضحا أمام أعيننا؛ إذ لم يكن الصهاينة بشراً أبداً، فالله خلق بني آدم بعقول راشدة تميز بين الحق والباطل، بين الخير والشر، بين ما يضر وما ينفع، وبين الرحمة والقسوة، بين ما يعمر الأرض ويحقق خلافة الله فيها وما يفسد فيها ويدمرها، وهل كان الصهاينة إلا الوجه السيئ من عملة القيمة البشرية. الأمر لم يعد مجرد استهجان واستنكار لأفعال الصهاينة الغاشمة بالشعب الفلسطيني المقدام، الأمر تعدى ذلك لبقائنا في زمن العجب العجاب، الذي ترى فيه أخاك المسلم تتدفق الدماء من علو جبينه وتظل صامتا لا تحرك، في زمن الغربة الذي ترى فيه هيئة حقوق الإنسان تدخل في بؤرة المجتمعات وخاصة العربية منها لتحقق أقصى حد من العدالة الإنسانية في حين تقف محايدة بمجرد استنكار خجول لأفعال بني صهيون بإخواننا العرب، والأعجب والأغرب من كل هذا وذاك أنك ترى مجلس الأمن بحجم مسؤولياته العظيمة وقوته التي كنا نعتقد أنها المهيمنة نجده تجاه بلدان العالم العربي يقف صامتا لا حراك له!!! نِعم ما قلت يا سعود الفيصل، كم كنت شجاعاً عندما عمقت مفهوم الحق البشري للفلسطينيين بالعيش بأمان في بلدهم المحتلة ظلما وقهرا وحربا امتدت دهرا، كم كانت كلمتك قوية في وجه مجلس الأمن عندما أكدت بأننا سندير ظهورنا للسلام، بعد تساؤلات كثيرة للشعوب العربية إلى متى ونحن نمد غصن الزيتون ننشد السلام في العالم وما من مستجيب؛ فنحن شعوب مسالمة، لم نناضل إلا بحق ولأجل الحق، في حين تطغى إسرائيل بباطل ومن أجل كذبة باطلة، لقد كسروا بل هشموا غصن الزيتون بعدما كان يشكل 80% من الأشجار المثمرة بفلسطين، ولكن الحياة أمل، وأمل الزيتون يعيش إلى ما يقارب الستة قرون مع أن قطاف الزيتون في فلسطين صار موسماً للمقاومة أمام وحشية فرق من المستوطنين الصهاينة الذين باتوا يحرقون المزارع ويقتلعون الأشجار ويسرقون المحصول ويعتدون على المزارعين ويهتكون الحرمات تحت حماية جنود طغاة سرعان ما يستحثون خطى الرصاصة والقنبلة السامة بسبب وبدون سبب ليدكّوا الأرض بمدرعاتهم والسماء بطائراتهم وما علموا أن الله أقوى وأشد، وأنه سبحانه قادر على قلب عاليهم سافلهم مرة واحدة وبلمح البصر، فاللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك. إن من ادعوا بأنهم شعب الله المختار فعلوا أفعالاً تناقض القيم السامية التي كرم الله سبحانه وتعالى بني آدم بها، ففي حين تجد الحرق والهدم وقتل كل كائن حي في أرض فلسطين تجد ضمن فتاويهم الجاهزة - التي ذكرتها الإعلامية هانوي فياض من تليفزيون الدنيا - فتوى الحاخام الأكبر (عوفاديا يوسيف) الذي قال: (لولانا نحن اليهود لما نزل المطر ولا نبت الزرع فلا يعقل أن يأتينا المطر ويأخذ الأشرار ثمار الزيتون ويصنعوا منه الزيت). أما الحاخام الأكبر السابق (مردخاي إلياهو) فحلل سرقة الزيتون من مزارع الفلسطينيين بقوله: (لأنهم يزرعون في أرضنا) كما يدعي!!! ولا تعليق. يروي التاريخ المجيد حكاية غصن الزيتون التي بدأت من الشام.، ولأن كل شيء يحن إلى وطنه فلا بد للسلام أن يزهر يوماً في فلسطين وبجهود الأمة الإسلامية والعربية جمعاء.
مقال نشر بصحيفة الرياض الجمعه 26 محرم 1430هـ - 23 يناير2009م - العدد 14823

ليست هناك تعليقات: